دور الجامعات في حلّ المشكلات / د. حسان ابو عرقوب

حملت زيارة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للجامعة الهاشمية كثيرا من الرسائل التي ينبغي أن تلتقطها الحكومة والشعب، ومن أهم الرسائل التي على الحكومة أن تلتقطها هي أن تستثمر طاقات الشباب وإبداعاتهم في حل كثير من مشكلات الوطن.

ككل الدول عندنا مشكلات معروفة، كالبطالة، والفقر المائي، ومشكلات الزراعة، والتسرب من المدارس، والعنف المدرسي والجامعي، وارتفاع فاتورة الطاقة، والازدحام المروري، وغيرها من مشكلات تعاني منها كثير من الشعوب مثلنا

أن تواجه الحكومة مشكلة ما فهذا أمر طبيعي، أما أن تقف مكتوفة الأيدي أمامها، لترحّلها لحكومة مقبلة، فهذا أمر غير طبيعي وغير مقبول. وحل المشكلات يكمن بإشارة الملك أن تتجه الحكومة للشباب من الطلاب، وللأكاديميين، وللحاضنات الإبداعية، وللباحثين، والمتخصصين، لتعرض عليهم المشكلات المحددة، وتطلب منهم أن يتعاونوا في حلها.

ليس المهم أن نجلس مع الشباب ونسمع منهم فقط، بل المهم أن نجعلهم شركاء في حل الأزمات والمشكلات التي يمرّ بها الوطن، وليتم تكريم كل صاحب فكرة أو حل، سواء كان شخصا أو مؤسسة؛ لنعزز من ثقافة الشكر والإبداع في نفس الوقت.

كم عدد الرسائل والأبحاث ومشاريع التخرج المركونة على أرفف مكتبات الجامعات، والتي يمكن أن تحل كثيرا من مشكلاتنا أو تساهم في تخفيفها على الأقل، ولكننا لا نجد حراكا بهذا الاتجاه.

العلم هو الحل، وبالعلم يكون الخلاص، وإذا رافقه الإخلاص والإتقان، وحسن التوكل على الله، ستحل مشكلاتنا بإذن الله، فليست الجامعات أماكن للتلقين فقط، بل فيها يتفجر الإبداع من الطلبة والمعلمين، ومن غير المقبول ألا تتاح لهؤلاء فرصة خدمة وطنهم، وتحسين أوضاعه.

أتمنى على كل صاحب مسؤولية أو قرار يواجه مشكلات ما، أن يتوجّه إلى جامعاتنا، وطلاب الدراسات العليا، والأساتذة أهل الاختصاص، ليتم تدارس المشكلة بشكل أكاديمي علمي منطقي، يخرج ببحث أو رسالة علمية، تبيّن المشكلة والحلول المقترحة والمناسبة لها. كما أتمنى أن تصبح هذه التشاركية نهجا عند الحكومة وصناع القرار، كي لا نظل نعدد المشكلات فنراها تزيد عاما بعد عام، والسلام.